الفن والجمال

 


لاشك أن تعلق الإنسان بالجمال واستمتاعه به وافتتانه بمظاهر الطبيعة قديم قدم الإنسانية. وما تركه لنا من آثار منذ العصر الحجري الأول حتى عصور الحضارات القديمة المعروفة يشهد على صحة هذا الرأي. فإذا أخذنا مثالاً الحضارة اليونانية نرى أن اليونانيين حتى قبل عصر الفلسفة  قد أقبلوا على تمجيد ربات الفنون وعبادتها وتقديم القرابين لها ورعايتها إيماناً منهم بتقديس مظاهر الجمال الخالدة في الفن والطبيعة , ولكن الشيء الآخر المؤكد هو أن الشعور بالجمال كان سابقاً على النشاط الفني ,فلقد أحس الإنسان أولاً بجمال الزهرة أو غروب لشمس قبل أن تكون هناك لوحات جميلة أو منحوتات رائعة -هناك إذن جمال طبيعي مستقل وسابق على الجمال الفني - فما معنى الجمال؟ 






في حين يختار بعض الكتاب تخليد سيرهم الذاتية بالحروف وبالكلمات ,اختارت فريدا كاهلو كتابة سيرتها بالألوان .
ومن هنا جاء عدم استيعاب البعض للوحاتها . فكـل لوحة تحاكي قصة معينة , وكل قصة تعكس الكثير من معاناتها 

فريدا كاهلو هى إحدى أشهر الرسامات فى العالم والاسم الأول فى المكسيك وأمريكا اللاتينية.




فريدا لم تدرس الرسم أكاديمياً إلا أنها كانت قد تلقت بعض الدروس الخصوصية على يد أحد الأساتذة ولكنها استطاعت عبر لوحاتها أن تجعل المتلقي يرى الألم أرضاً واقعية.. حياً قبيحاً قاتلاً ومعوقاً.. وليس ألماً قدسياً ماوياً مطهراً.



ورغم أن النقاد يصنفون أعمالها ضمن الاتجاه السيريالي إلا أنها تقول : " لا أرسم أحلاماً بل أرسم واقعي الحقيقي فقط ".
هذا الواقع الذي يمكنك أن تراه مجسداً في ملامح وجهها وفي جسدها المقيد المثخن بالجراح التي تعكس ظاهرها الباطن وفي حاجبها

محور أعمالها الواقع والقدر إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال إذ ان لوحاتها كانت واقعية قابلة الفهم غير مستعصية الإدراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط . 


.

.


.
.

The two Fridas 1939
 
رسمت هذه بعيد طلاقها من دييغو 1939 بسبب خياناته المتكررة لها ومؤخراً مع أختها كريستينا وهذا ما سبب انشقاق فريدا عن نفسها إلى فريدتين اثنتين. على اليمين فريدا التي أحبها دييغو بزي تيهوانا المكسيكي , ممسكة بيدها بنقش مرسوم عليه دييغو كطفل. على اليسار تطل علينا فريدا الأوروبية بفستنان فيكتوري أبيض ,فريدا التي تخلى عنها دييغو حيث ان فريدا ألمانية الأصل  من طرف والدها. يظهر قلباهن عاريان. وهي تقنية اعتمدتها فريدا لإظهار ألمها. قلب فريدا الغير محبوبة يظهر مكسوراً بينما الآخر كاملاً . يبرز وريد من النقش بيد فريدا المكسيكية , ويصل القلبين سوية وينتهي بيد فريدا اليسرى مقصوصاً بمقص جراحي وتضيع قطرات الدماء مع الزهور الحمراء في حاشية فستانها الأبيض. تترافق السماء العاصفة في الخلف , المليئة بالغيوم الهائجة مع نظراتها الهادئة الحزينة بإشارة إلى إضطراب فريدا الداخلي . وكما تشير يد فريدا الممسكة بيدها نفسها إلى أن لا رفيق لها في محنتها .





في لوحة  "ولادتي" اعتمدت أسلوب متبع في اللوحات الدينية الكاثولوكية والتي أصبحت شائعة في الثقافة الدينية المكسيكية في القرن التاسع عشر. عادة ما تكون هذه اللوحات صغيرة المقاس ومرسومة على معدن أو خشب وهي لوحات ترسم كوفاء عن نذر أو كشكر لأحد القديسيسن لإنقاذ حياة أحدهم من خطر محدق به أو أذية أو مرض خطير .



تتضمن لوحات ex-voto ثلاثة عناصر:
1. مشهد يصور مأساة أو أحد المصابين بمرض خطير .

2. أحد القديسيين أو الشهداء يتدخل في الحدث لينقذ الموقف .

3. كلام منقوش يصف الحدث .

"هكذا أتخيل أني ولدت" تقول فريدا وتضيف معلقة في يومياتها أنها "أنجبت نفسها في هذه اللوحة " أجل هذا الرأس المخيف الذي يخرج من رحم أمها هو رأس فريدا من غير شك. ولكن قد يشير هذا الجنين النصف المولود الذي ينغمس في بركة من الدماء إلى ابنها الذي توفى قبل ولاددته. كما أن رأس الأم في اللوحة مغطى وهذه إشارة إلى وفاة أمها قبل رسم اللوحة بوقت قريب . استبدلت رأس أمها المغطى بلوحة لرأس عذراء الأحزان تبكي وهي تنظر من أعلى السرير, معلقة بخنجرين غير قادرة على إنقاذ الموقف .



قد تكون فريدا متأثرة بمنحوتة من القرن السادس عشر لآلهة الأزتيك وهي تنجب مقاتلاً راشداً .





تعتبر لوحتها هذه الذي تصور فيها نفسها الوقت يطير time flies  والتي رسمتها في نفس سنة زواجها من دييغو عام 1929 . تظهر هذه اللوحة تناقضاً كبيراً بحيث يتجلى واضحاً في تخليها عن نمط عصر النهضة والنظرة الأرستقراطية الحزينة بردائها المخملي قاتم اللون. ببساطة أن لوحة الوقت يطير تظهر فريدا التي أحبها دييغو ورسمها في جدارياته. ومن هنا صعوداً تتخذ فريدا هذا النمط ليكون بصمتها في حياتها المهنية كفنانة تشكيلية .






رغم كل أمراضها البدنية الهائلة كانت فريدا كالو امرأة جميلة. كان لها حواجب كثيفة الشعر. ومع ذلك لم تحاول إخفاءها، بل أكّدت عليها كثيرا في لوحاتها حتى أصبحت علامتها المميّزة والفارقة. كان دييغو ريفيرا يشجّعها على ارتداء الملابس التقليدية وأشرطة الشعر التي تظهر في لوحاتها. وفي اثنتين من لوحاتها يظهر سوار كان قد أهداها إيّاه بيكاسو الذي قابلته بعد زواجها من ريفيرا.
في لوحتها بورتريه شخصي مع قلادة من الأشواك وطائر طنان ، يجلس قرد صغير على كتفها الأيمن ويتسلى بأحد الأغصان مثل طفل بريء لا يعرف الألم. وعلى كتفها الآخر تجلس قطة سوداء متحفزة يبدو أن مهمتها هي ردع شياطين الموت التي تهدد الفنانة بنفس مصير الطائر المصلوب على صدرها. الأشواك التي تدمي عنقها هي رمز للألم الذي تشعر به بعد طلاقها من ريفيرا. جناحا الطائر الميت المتدلي من القلادة الشوكية يشبهان في شكلهما حاجبيها المتصلين.

والفراشات التي تحوم حول رأسها هي كناية عن الانبعاث وتجدد الحياة. تقول الأساطير القديمة في أمريكا اللاتينية إن استخدام طائر ميّت في السحر يمكن أن يجلب الحظ السعيد في الحب. ومرّة أخرى، تستخدم الرسامة جداراً من النباتات الاستوائية الضخمة كخلفية.

إن على المرء أن ينظر مرّة بعد أخرى إلى وجه فريدا ليكتشف سر ذلك المزاج الذي يتغير باستمرار في لوحاتها : قوة ، إرادة فولاذية , عنف , تمرد ، يأس , فهم عمق للأشياء، ضعف، رؤية روحية.. إلى آخره.





في إحدى المرات رسمت لوحة أسمتها "العمود المكسور" وهي تختلف عن أعمالها الأخرى في كونها تبدو فيها وحيدة. لا قرود ولا قطط ولا خلفية من الأوراق والنباتات. فريدا تقف هنا لوحدها وهي تبكي فوق ارض قاحلة وفسيحة وتحت سماء عاصفة.

قد تكون هذه طريقتها في القول انها يجب أن تتعامل مع آلامها الجسدية والنفسية لوحدها. في ذلك العام تدهورت صحتها إلى الحد الذي أوجب عليها أن ترتدي مشداً من الصلب طوال خمسة أشهر. كانت تصفه بأنه عقاب. وبدا أن أشرطة المشد هي التي تمسك جسدها المكسور وتحفظه واقفاً . في اللوحة عمود اثري إغريقي آيل للانهيار ومكسور إلى عدة أجزاء يأخذ مكان عمودها الفقري المعطوب. واضح أن ما يحفظ ظهرها متماسكا هو الأشرطة والمسامير.


نمط الخطوط والشقوق في جسدها يتكرر في الخلفية التي ورائها. المسامير التي تثقب وجهها وجسدها هي أيضاً رمز قوي لألمها. غير أن اكبر المسامير هو ذلك الذي يخترق قلبها، في إشارة إلى الألم العاطفي الذي سببه لها ريفيرا . 


.

.
.
.

.






رينيه مارغريت René Magritte عاش 21 نوفمبر 1898 - 15 اغسطس 1967 رسام ومصور سريالي بلجيكي ولد في لسين Lessines وتوفي في بروكسل بلجيكيا تدرب في بروكسل ثم سافر إلى كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا.


درس الفن دراسة حرة بأكاديمية الفنون الجميلة في بروكسل في العام 1922. وفي السنة نفسها تزوج بجورجيت برجيه Georgette Berger التي قامت بدور موديل (نموذج) في كثير من أعماله.

وفي العام 1922 بعد رؤيته أعمالاً ميتافيزيقية لجورجيو دي كيريكو للمرة الأولى، تبين له الاتجاه الذي كان يرغب في أن تنحو أعماله منحاه. " لقد أراني كيريكو أن أهم شيء هو : ماذا تريد أن ترسم أو تصور؟ ". عاش ماغريت بالقرب من باريس ما بين 1927 و 1930 واتصل بالحركة السريالية الفرنسية على الرغم من تصويره بعض اللوحات بأسلوب انطباعي إبّان الحرب العالمية الثانية، ثم أقام عقب الحرب في بروكسل ، وصور لوحات جدارية murals لبناء البوليس البلجيكي. إن أعماله الفنية الشبحية الباهتة تمتاز بنقاء شبيه بالحلم مع ذكاء غير متوقع غالباً .


تضمن أعمال ماجريت منذ ما قبل عام 1930 اتجاهين محددين، أحدهما باتجاه استكشاف النفس البشرية، والآخر باتجاه المقاربات المدهشة للأوضاع العادية، مبيناً غالباً حجم التناقضات والتبدلات الحاصلة. كان ذلك في النموذج الأدبي الذي تخصص به ماغريت بعد العام 1930على نحو واسع لأنه شعر أنه يحتوي على كمون أكبر من أجل المصلحة العامة.

عندما يقترب الدارسون والمؤرخون ومتذوقو الفن التشكيلي من السريالية لاشك أنهم لن يستطيعوا مغادرة رينيه ماغريت الفنان السريالي الكبير والعلامة الفارقة في تاريخ السريالية وأحد أهم وأبرز أعلامها , الذي أصبح مشهوراً نظراً لأعماله الفنية المتمثلة في عدد من الصور الذكية والمثيرة للفكر .
يحسب لرينيه ماغريت أنه قاد بوعي عميق المدرسة السوريالية إلى جانب رموزها المهمين من مثل سلفادور دالي وماكس أرنست وتشيريكو وبريتون وغيرهم وأسس تقاليدها واحتفى بمنجزها بل إنه هو الذي حاكم وجودها وقاربها بما يحيط به بالكون والحياة والأشخاص والموجودات وظل يخوض في جدلهما عميقاً . 
كان الهدف المقصود من أعماله هو تحدي تصورات المراقبين والمتابعين حول مفهوم الواقع واجبار مشاهدي لوحاته لكي يصبحوا شديدي الحساسية تجاه ما يحيط بهم .
العشيقان 

لوحة "العشيقان"  للفنان البلجيكي رينيه ماجريت -The Lovers- Rene Magritte 
كانت والدة ماغريت امرأة غير سعيدة في حياتها ومصابة بالإكتئاب الذي دفعها مراراً الى الانتحار, إلى ان قام والده بحبسها لحمايتها وفي إحدى الأيام من العام 1912 وكان ماغريت حينها في الثالثة عشر من عمره تمكنت أمه من الهرب وألقت بنفسها من أحد الجسور الى النهر "Sambre river" وعندما انتشلت جثتها بعد أيام كان جسدها عارياً و وجهها مغطى بطرف فستانها الذي كانت ترتديه ليلة خروجها من المنزل, وقد رأى ماغريت جثة والدته عند استعادتها من الماء ولم تبرح تلك الصورة المزعجة ذاكرته حتّى وفاته, وبعد مرور سنوات على الحادثة، في العام 1928، رسم الفنّان مجموعة من اللوحات التي يظهر فيها أشخاص غطيت وجوههم ورؤوسهم بقطع من القماش من ضمنها لوحة العاشقان والتي رسمها ماغريت بأكثر من شكل وطريقة, ويرى العديد من النقاد في اللوحة تجسيداً لمقولة
"الحب أعمى" ولكن ورغم حميمية المشهد وتلقائيته فقد أصبح رمزاً للعزلة والانسحاق والموت. 







لوحة " ابن الإنسان" بالفرنسية : Le fils de l'homme هي لوحة تعود للعام 1964 
قام برسمها الفنان السريالي البلجيكي رينييه مارغريت .
قام ماغريت برسم تلك اللوحة على أنها بورتريه شخصي وتصور رجلاً يرتدي معطفاً أسودا وقبعة بولر سوداء مستديرة وربطة عنق حمراء. يقف أمام سور حجري قصير يظهر خلفه البحر وسماء ملبدة بالسحب. وجه الرجل مغطى بشكل كبير بتفاحة خضراء لكن بالإمكان رؤية جزء من عينيه ، كذلك وبالنظر إلى ذراعه اليسرى يبدو الرجل وكأنه ينحني إلى الأمام .

ويقول ماغريت عن هذه اللوحة :

أنها تخفي الوجه جزئياً على الأقل. كذلك لديك الوجه الظاهر، التفاحة تخفي الصورة بوضوح لكنها خفية، وجه الشخص انه أمر يحدث باستمرار , كل شيء نراه يخفي شيئا آخر، دائماً ما نرغب على الدوام في رؤية ما يختفي وراء ما نراه. هناك فضول ما وراء ماهو مخفي وماهو جلي غير ظاهر لنا. هذا الفضول قد يصبح غامراً للغاية، وهو شكل من أشكال الصراع ، كما يمكن أن يوصف بين الظاهر المخفي والظاهر الجلي . 





لوحة  "عذر الصور" بالفرنسية : ( La trahison des images ) 



رسمها عندما كان عمره 30 عاما. الصورة تظهر غليونا كُتب تحته "هذا ليس غليونا" (بالفرنسية  :Ceci n'est pas une pipe). فسرت بمعنى أن الرسمة بنفسها ليست غليونا بل هي مجرد صورة لغليون . 


وهي أشهر أعماله وأكثرها رواجاً ، رسم ماغريت بطريقة واقعية محكمة تقترب من الصورة الفوتوغرافية رقعة يتوسطها غليون. وفي أسفل اللوحة كتب بالفرنسية "هذا ليس غليونا" في إشارة إلى أن الصورة مهما كانت درجة واقعيتها فإنها لا تنقل الواقع كما هو .
فصورة غليون لا تكفي لأن نمسك به أو نملأه بالتبغ ناهيك عن أن نستطيع تدخينه.
إن ماغريت يؤكد على أن الصورة ليست حقيقة وإنما هي في النهاية تمثيل لرمز، وأن ما نراه في الواقع لا يعدو كونه انعكاسا لأنفسنا ولأفكارنا وخيالاتنا الخاصة . 
وبناءً عليه لا يجب أن نخلط ما بين الصورة وبين الرمز الذي تمثله.

وفي اللوحة إشارة ضمنية إلى محدودية إدراكنا للعالم الواقعي وقابلية أدمغتنا لان يتم التأثير فيها والسيطرة عليها . 






من أجمل أعمال ماغريت وأكثرها انتشاراً لوحته امبراطورية النور . 

إمبراطورية النور هي نموذج لعالم ماغريت الذي تتداخل فيه الثنائيات؛ كالليل والنهار، والحياة والموت، والرجل والمرأة، والأفقي والعمودي، والمادي أو الأرضي مقابل السماوي والمقدس إلى آخره.


ولأول وهلة لا تتبين للناظر المفارقة التي تتضمنها اللوحة. لكن عندما يتمعن في تفاصيلها سرعان ما يكتشف أن المنظر الليلي الذي لا يخلو من شاعرية تعلوه سماء نهارية. أي أننا إزاء ليل ونهار في نفس الوقت.
طبعا مثل هذا العالم لا يوجد سوى في الخيال. لكن ماغريت مغرم كثيرا بتصوير المتضادّات والثنائيات والجمع بينها تحت سقف واحد.

.

.
.






ولد غوستاف كليمت 
النمساوي في 14 يوليو/ تموز عام 1862 في عائلة بسيطة ، ودرس الفن الزخرفي في مدرسة فيينا للفنون التطبيقية جنباً إلى جنب مع شقيقه ارنست كليمت. وعمل في بدايات حياته الفنية بالديكور والزخرفة وتعلم في سن الصغر مهارات الحفر والنقش من والده الذي كان يعمل حداداً ونقاشاً يزين بيوت الطبقة البورجوازية آنذاك . 


كان يرسم أقصى درجات العشق الممزوج بالسعادة ويرسم الأنوثة الغارقة في الحلم.

كان مبدعاً في الدمج بين روح الفن التطبيقي والحداثة التشكيلية. غوستاف كليمت أحد أبرز شخصيات عصر الفن الحديث، زير نساء ومبدع القبلة الشهيرة . 

وقد عرف في مسيرة حياته بأنه زيرالنساء وقد أنجب عدة أولاد من نساء مختلفة، ولكن يبقى عدد الأولاد الذين أنجبهم إلى الآن غير معروف ويذكر أن بعد وفاته ظهر أربعة عشر شخصاً يطالبون بالحصول على نصيب في الإرث وقدموا أنفسهم على أنهم أولاد كليمت، ولكن المحكمة لم تعترف إلا بأربعة منهم . 





رغم أن لوحة "القبلة" التي رسمها غوستاف كليمت بين عامي 1907 - 1908 قد أثارت في البداية جدلاً واسعاً بين النقاد وكانت دائماً مثار حديث أوساط الفن التشكيلي ودارسيه، فهي تركت تأثيراً كبيراً على الحياة الثقافية في عصره، كما حصدت له شعبية وفيرة في أوساط مجتمع فيينا آنذاك.
فإن رمزيتها العميقة والمهارة الفائقة التي نفذت بها جعلت من أسلوب كليمت الفني يصل إلى قمته ويأخذ أبعاده النهائية، فمن خلال لوحته أزاح الستار عن تجربة فنية فريدة من نوعها وعن أسلوب تشكيلي جديد. لقد وظف الرسام فيها إحساسه المترف وشهوانيته الواضحة تجاه الجسد الأنثوي نافخاُ فيها روح الإثارة الجنسية. وقد استخدم كليمت في هذه اللوحة كما في أعماله الأخرى الألوان الداكنة والخطوط والمساحات الزخرفية الذهبية. وتعتبر لوحة "القبلة"من أشهر الأعمال الفنية العالمية التي اُنجزت في القرن العشرين، بل يصنفها أغلب النقاد ضمن أفضل خمس لوحات في تاريخ الفن التشكيلي العالمي .
بروح العاشق المهووس وبشغفه الأبدي بتلك الأسئلة عاش كليمت أيامه ورسم لوحاته الفاتنة وبذات تلك الروح صنع حكاياته الغرامية التي انتشرت مثل النار في الهشيم بين مختلف الأوساط الاجتماعية النمساوية حينها ولا تزال إلى اليوم تشكل مصدراً مهماً للأقاويل والشائعات إلى جانب الدراسات النقدية التي تتناول حياته أو تؤرخ لها فهو الرسام الأول الذي تجرأ آنذاك على تجاوز حدود علاقاته الغرامية مع عديد موديلاته إلى إقامة علاقات من النوع ذاته مع نسوة الطبقة المتوسطة والبرجوازية اللواتي عهدن إليه بتحويلهن إلى بورتريهات تقليدية أو لوحات كاملة، كما هو الحال مع السيدة “أديليه بلوخ باور” التي رسمها واقفة في لوحة شهيرة تحمل اسمها وتكشف ، هنا تبرز خصوصية الرؤية الفنية لكليمت ، عن الجانب الإيروتيكي الكامن في تقاطيع وجهها وطبيعة وقفتها، فما نقله الفنان في لوحته، يقول النقاد، ليس هو بالضرورة ما كانت تعبر عنه السيدة أو تبرزه من مفاتنها المثيرة، بل هو الجزء الذي كان يبحث عنه كليمت في الأنثى ويسعى لتصويره، أما الشائعات التي أحاطت باللوحة حين ظهورها فقد عثرت بدورها على علاقة غرامية بين الرسام والسيدة البرجوازية وما اللقطة تلك بالتالي سوى صورة عن اللحظات الحميمية التي جمعت بين الاثنين ، وهو الأمر الذي لم ينكره كليمت أبدأ. 


واصل كليمت بعد لوحته تلك ترسيخ “المرحلة الذهبية” التي كان قد أطلقها قبل ذلك بعدة سنوات : استخدام مكثف للخطوط المذهبة التي تغطي أجزاء كبيرة من اللوحة وتلتف، بصورة خاصة حول الوجوه والأجساد التي يرسمها. وهي المرحلة التي ستجد تألقها الفعلي مع لوحته الأكثر شهرة عالمياً: “القبلة” في العام 1907.

















الفن هو ما يجعل الناس يتأملون، أما التفكير فالإنسان يقوم به على أتم وجه عندما يقارن فهذه الحاجة أو القدرة على المقارنة هي التي جلبت لنا الأنواع المختلفة من الفنون ومن ضمنها الحديث والمعاصر.

.
.
.
.
.



ولد فينسنت فان غوخ في جروت زندرت بهولندا في 30 مارس /آذار 1859 . جاءت ولادة فان غوخ بعد سنة واحدة من اليوم الذي ولدت فيه أمه طفلاً ميتاً بالولادة ، سمي أيضاً بفينسنت. لقد كان هناك توقع كبير لحدوث صدمة نفسية لفينسنت فان غوخ لاحقاً كنتيجة لكونه "بديل طفل" وسيكون له أخ ميت بنفس الاسم وتاريخ الولادة. ولكن هذه النظرية بقت غير مؤكدة وليس هناك دليل تاريخي فعلي لدعمها .
عانى فان جوخ من أمراض نفسية متعددة :
حاول العديد من أطباء النفس المعاصرون تحديد الاضطراب النفسي الذي عانى منه فان جوخ وقد اتفق العديد منهم على أنه عانى من عدة اضطرابات نفسية مثل الهلوسة والاكتئاب والصرع. بالإضافة لذلك يُذكر أنه عانى من انفصام الشخصية والهوس ومرض الزهري .
لم تكن بداية مشوار فان جوخ الفني سوى مصادفة، حيث أنه كان يحاول التخفيف عن نفسه من خلال الرسم بعدما طرده والداه من منزلهم بسبب فشله في الحصول على وظيفة.
حاول فان جوخ العمل في وظائف متعددة كبائع قطع فنية ومعلم وأمين مكتبة وقسيس، ولكنه فشل وتم طرده من جميع هذه الوظائف لأسباب مختلفة .
تتضمن رسومه بعضاً من أكثر القطع شهرة وشعبية وأغلاها سعراً في العالم. عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي - توجد حولها العديد من النظريات المختلفة وأثناء إحدى هذه الحوادث الشهيرة، قطع جزءاً من اذنه اليمنى . كان من أشهر فناني التصوير التشكيلي. اتجه للرسم التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته. في آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق 800 لوحة زيتية .

لم تكن بداية مشوار فان جوخ الفني سوى مصادفة ، حيث أنه كان يحاول التخفيف عن نفسه من خلال الرسم بعدما طرده والداه من منزلهم بسبب فشله في الحصول على وظيفة .
حاول فان جوخ العمل في وظائف متعددة كبائع قطع فنية ومعلم وأمين مكتبة وقسيس ولكنه فشل وتم طرده من جميع هذه الوظائف لأسباب مختلفة.

أحد أهم أسباب نجاح فان جوخ هو مهارته الفذة في انتقاء ألوان لوحاته ، ولكن الألوان التي انتقاها فان خوخ ليست تلك التي نراها في لوحاته الآن . السبب في ذلك يعود لاستخدام فان جوخ والعديد من الفنانين في ذلك الوقت صبغات ذات تركيبة غير مستقرة وخاصة الصبغة الصفراء، مما أدى إلى بهوت اللون مع مرور الوقت وتغيره لدرجات قريبة للون البني .



تعد هذه للوحة من إحدى أكثر اللوحات الفنية شهرة , رسمت في عام 1889 أثناء إقامة فان جوخ في مصحة سان ريمي في فرنسا ، وقد كانت مصحة عقلية. أما وقت رسمها فهو في النهار بمعنى أن المشهد لم يكن حاضراً أمامه ساعة رسمها وهي نتاج تخيلاته وذاكرته .
كثيراً ما تستخدم اللوحة كخلفية في الأفلام والمسرحيات وقطع الديكور. وسبب شهرتها هو اختلاف المحللين في معناها، بعضهم ذهب أنها مشبعة بالكآبة، وأخرون رأوا أنها تفيض حيوية ونشاط وأمل . فان جوخ لم يذكرها سوى مرتين في كتاباته بشكل عابر وترك للناس خيار تحليل ما تعنيه. اللوحة محفوظة الآن في متحف في نيويورك منذ ستين عاماً . 



لوحة غرفة نوم في آرل - Bedroom in Arles 



هو عنوان لعمل فني للفنان الهولندي (فان كوخ) يعود انجازها إلى سنة 1888 ويعد الفنان أحد مؤسسي مدرسة ما بعد الإنطباعية في نهاية القرن التاسع عشر.
تعد اللوحة إحدى اللوحتين المهمتين التي أنجزهما فان كوخ بعد الانتقال إلى مدينة آرل الجنوبية ، وتضم لوحتي (البيت الأصفر) و(غرفة نوم في آرل) ويعتبران من أشهر أعمال الفنان بعد المجيء إلى فرنسا .



هذه التحفة الفنية تعبر بامتياز عن الحركة الفنية التشكيلية التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر، بما اصطلح عليه ما بعد الانطباعية ، وهي حركة فنية تمثل امتداداً للانطباعية وتشترك معها بالألوان المشرقة الواضحة وبضربات الفرشاة الثقيلة الظاهرة واختيار موضوعات الرسم من الحياة الواقعية لكنها تحيد عنها بميلها لإظهار الأشكال الهندسية للأشياء بوضوح (مثلث - مربع..الخ) واستخدام الالوان الغير طبيعية أو الاعتباطية للأشياء وابتعدت عن التقييد المتوارث في الانطباعية ، وقد كانت واضعة الأساس لمدارس لاحقة وهي المدرسة التكعيبية والمدرسة الوحشية .


اختار الفنان تشكيلة من الألوان يحمل فيها السرير لون أصفر عسلي ، منزوياً في ركن غرفته بجدران ملونة بالأزرق السماوي ، تعتبر بصمة متمثلة في تضاد درجات الألوان المستخدمة ، ويلفت الناظر إليها ألوانها المتباينة الساطعة وسماكة طبقة اللون .

أحد جدران الغرفة يبدو مائلاً حيث انه عمل متعمد ، وواقع مطابق لانحراف تلك الزاوية من البيت ، وشرح الفنان بنفسه في وثيقة تاريخية فنية موجودة في متحف فينسنت فان غوخ كتب فيها مخاطباً اخيه (ثيو) انه تعمد رسم الأشياء بدون ظلال حتى تبدو الغرفة وكأنها رسم ياباني .






انجزت هذه اللوحة عام 1888 دون ان يترك عليها الفنان توقيعه ولكنه ذكرها بالتفصيل في ثلاث رسائل بعثها لشقيقه وشقيقته .
وهذا مقطع من رسالة لشقيقته يتحدث فيها عن لوحته هذه ويعطي في بضعة أسطر منها دروساً في اللون والفضاء والضوء والحس والمزاج والاندفاعات التعبيرية لدى الفنان .



اعمل في الوقت الحالي على لوحة تمثل الواجهة الخارجية لمقهى ليلي . وعلى الشرفة كان هناك عدد قليل من رواد هذه المقهى . ثمة فانوس أصفر كبير يضيء الشرفة والواجهة الخارجية بل ويلقي ضوءه على حجارة الرصيف بنغمة اللون البنفسجي المائل الى الوردي. والأجزاء العليا من البيوت ، هي تماماً مثل الطريق الذي يتلاشى تحت السماء الزرقاء المرصعة بالنجوم .

باللون الأزرق الداكن او البنفسجي مع شجرة خضراء. لدينا ليل من دون لون أسود ومن دون اي شيء آخر عدا جمال اللون الأزرق او البنفسجي والأخضر وفي هذا الفضاء تلون المساحة المضاءة  نفسها بالأصفر الكبريتي الشاحب وشجرة الليمون .
يبهجني كثيراً أن ارسم الليل بشكل فوري . في العادة يرسم الفنان ويلون اللوحة في النهار بعد ان ينتهي من التخطيط الأولي , إلا انني أحب ان ارسم الليل في الحال . صحيح انني في وقت الظلام اخلط او أتوهم بين الأزرق والاخضر ، او بين الأزرق الليلكي والوردي الليلكي . الا ان هذه هي الطريقة الوحيدة لقضاء ليلتنا التقليدية مع بصيص ضوء شاحب مائل البياض في حين ان شمعة بسيطة تزودنا بأغنى ألوان الأصفر والبرتقالي .. "


كان لأزهار عباد الشمس أهمية خاصة لدى فان غوخ إذ كان اللون الأصفر بيوحي بالسعادة بالإضافة إلى كون هذه الأزهار رمزاً للاخلاص والتفاني في الأدب الهولندي.

إلا أن الأطباء والمعالجين النفسيين الذين تابعوا أوضاعه الصحية عبر السنوات كان لهم رأي آخر , فقد كان فن غوخ يعاني من نوبات شخصها الأطباء على أنها صرع الفص الصدغي. إذ كان قد ولد بأذية دماغية تفاقمت بسبب إدمانه الأفسنتين (شراب مسكر) كان شائعاً بين الفنانين في ذلك الوقت . مما سبب له الصرع بالإضافة لإحتواء الشراب على سم الثوجون الذي يؤذي عند تناوله بجرعات عالية إلى رؤية الأشياء باللون الأصفر . وهنا اختلف الأطباء في سر انجذابه الكبير لهذا اللون . 





كان "فان جوخ" يستخدم المرآة ليرسم صورة وجهه وكان يجتهد ليرفع الرسمة إلى مستوى المحاكاة لكنه لم ينس أن يضع كثافته الحضورية عبر الزيت حين يصر على إبراز التكوينات الأساسية للوجه وهذا الأمر دفع الفنان "ادوارد موتش" أن يرسم صرخته الشهيرة حين سمع بموت الفنان «فنسنت فان جوخ» .


يعكس وجه جوخ جميع حالاته المرضية وجميع تحولاته وانفعالاته ، أليس هو الموضوع الأكثر اقتراباً من الذات . 


آكلو البطاطا The Potato Eaters هي لوحة رسمها الفنان الهولندي فينست فان غوخ في شهر أبريل عام 1885م في قرية نوين في مقاطعة شمال برابنت بهولندا .

.
.

بعد سنتين كتب فينست رسالة لأخته ويليمينا في باريس يخبرها عن لوحة آكلو البطاطا التي كان يعتبر أنها من أفضل أعماله التي رسمها على الإطلاق :"الذي أفكر فيه عن عملي هذا هو أن لوحة الفلاحين وهم يأكلون البطاطا التي رسمتها في نوين هي من أفضل الأعمال التي رسمتها " . ومع ذلك فقد انتقدت هذه اللوحة بعد أن انتهى من رسمها من قبل صديقه الرسام أنثون فان رابارد مما أضعف ثقة فان غوخ بنفسه ، لذا قام بالرد عليه برسالة في يوليو من عام 1885م : " ليس لديك الحق في الحكم على عملي بهذه الطريقة " وفي وقت لاحق من نفس السنة كتب رسالة له في شهر أغسطس قائلاً فيها : "حتى الآن أنا أقوم بفعل أشياء لا أستطيع فعلها من أجل معرفة الطريقة".

.
.
.


وأخيراً إليكم أفلام ننصحك بمشاهدتها إذ كنت من المهتمين بتاريخ الفن :

1
Lust for Life
2. Frida

3. 
Girl with a Pearl Earring
4.
  Modigliani

5. 
Goya's Ghosts
6. 
Little Ashes

7. Séraphine
8. Renoir
















تعليقات

المشاركات الشائعة