ألفين وعشرين والسعي وراء التغيير



على الدوام مع بداية كل عام نزعتنا البشرية لإحداث الفارق تكون في أوجها ,الجميع يكون على أتم الإستعداد لاستعراض ذاك الكم الهائل من الإنجازات التي انجزت العام المنصرم وبطبيعة الحال لا يتناوى البعض الآخر في إسداء إليك النصائح وتزويدك ببعض المقترحات حول ما يمكنك إنجازه بدورك مع ابتداء العام الجديد . هنا لست في موضع المنتقد لكل هذا فعلى ما يبدو أن كثيرين منا لا يملك أدنى فكرة بالفعل عن ما قد يفعله لتزجية الوقت فحسب ناهيك عن مسألة التخطيط  .
فيما يعنيني دائمأ ما أجدني منهكة وسط دوامة سعيي لتغيير كل تلك السلبيات الكامنة في شخصي,الآخرين دائماً ما عملوا على طمأنتي بأني على ما يرام ولا يوجد ما يستحق أن أهلع لأجله أن صح التعبير وبعدها وفترة وجيزة وعلى نحو مفاجئ أثناء عزلتي التي كنت قد قضيتها بعيدة عن السوشل ميديا بداية العام شاهدت على منصة تيد التي بدأت أحبها كثيراً مؤخراً بسبب ذلك الإلهام وكل تلك الطاقة الإيجابية اللامتناهية التي تبثها في داخلي, فيديو مختار بشكل عشوائي لمتحدثة تدعى cornelia geppert تتحدث فيه عن A video game that helps us understand loneliness أي ألعاب الفيديو وكيف تساعد في فهم شعورنا بالوحدة! طبعاً ممكن الكثيرين مثلي قد يفضلوا يتجنبوا مثل هالفيديو بسبب العنوان وبحجة أنهم قد لا يكونوا معنين كثيراً بألعاب الفيديو وما إلى ذلك لكن بدافع الفضول هذه المرة شاهدته وبشكل مفاجئ وجدت في حديثها العزاء بكلمات بسيطة شعرت بأني أنا المعنية هنا في هذا الحديث وتحديداً حين بدأت تقول: يجدر بنا أن نتفهم بأننا بشر كائنات معقدة التكوين وأن نفهم كل تلك المجموعة الكبيرة من المشاعر والمعاناة هي ما يجعلنا ما نحن عليه: بشراً ,أحسست حينها بأنها ما هي إلا رسالة أتت إلي في الوقت الذي أشعر فيه بالسوء اتجاه نفسي بدأت وإن على نحو بطيء باستيعاب وفهم أدنى سلبية لدي ,في ظل هذه الظروف التي يقاسيها العالم أجمع أقصد أزمة الكورونا هذه تجعلني متشائمة جداً وقلقة وتشائمي هذا يذكرني بكل تلك العهود التي قطعتها على بقائي متفائلة وإيجابية وعملت على نقضها. أصبح جميع أصدقائي يذكرونني في حال تذمرت و هلعت بعهودي تلك! الأمر الذي أجده في الواقع مضحك بعض الشيء خاصة حينما يهتفوا باسمي :نجاااح! أين هي تلك الفتاة الإيجابية؟ أين إيمانك ! 
فأجيبهم بشيء من اليأس بما معناه بأن كل ما في الأمر بأنه ربما ليس بعامي فحسب! مما يضطرهم لمواساتي قائلين بالمناسبة التفائل يفترض بأن يكون وسط أحلك الظروف وأصعبها.

أظن في ظل هذه الظروف المفاجئة والقاسية والتي قد تشعر خلالها بأن العالم موشك على الإنتهاء من منا لا يفعل..! أعني من يمكنه البقاء متفائلاً طويلاً ؟ ما أعنيه أن لا شيء على الإطلاق من شأنه يساعدك على التفاؤل في وسط لا يريدك أن تفعل ,الجميع حولك غدا سلبياَ بدوره, الناس انقسموا لفئتين فئة المتذمرين والساخطين ولا نغفل فئة  المهوسيين بنشر كل تلك التحديثات الخاصة بالوباء.

لا أبالغ حتماً فهذا هو ما أشعر به إزاء كل ما يحدث ,الخوف يتملكني بالكامل! والعجز لمعرفتي بأن مامن شيء لفعله عدا مسألة بقائنا في المنزل وهو في الواقع جل ما نراهن عليه! 


بت أتساءل في خضم كل هذا عن جدوى أي شيء ,حتى نظرتي للأمور باتت سودواية بعض الشيء.عندما أفكر بكل تلك الطموحات والأحلام التي بدأت أؤمن بها لتوي وبتطلعاتي للعام هذا بالتحديد والحماسة التي كانت تتملكني وشعوري بأن هذا العام عام الإنجاز وتحقيق نجاحات فريدة من نوعها ,بدأت أرى كل ذلك يضمحل شيئاً فشيئاً وما يؤذيني حقاً عدم فعل شيء البتة حيال ذلك! بل أنغمس واترك نفسي تنخرط أكثر فأكثر وسط كل هذه الظلمة.
أنني ببساطة أسمح لهذه الأفكار السودواية أن تغوص بي عميقاً !

أعلم أن هناك من قد يجرمني لتذمري هذا حيال أحلامي وطموحاتي الضائعة بينما العالم أصلاً في ضياع! لكن لا أرى بأن في الأمرمايستحق بأن أجرم لأجله , تذمرك لا يشيرأبداً على أنانيتك بل هي مخاوف طبيعية تراود أي شخص طبيعي ,بل على العكس م ما هو الغير طبيعي بأن لا يكون لديك أي شيء لتقلق لأجله.







تعليقات

المشاركات الشائعة