ما أشعر به في داخلي
"العمر الحقيقي ليس ما قد بلغه أحدنا ,بل هو ما نشعر به في داخلنا".
-غابرييل جارسيا ماركيز
حسناً بداية الأجدر بأن أطرح هذا السؤال إلا وهو ما هو تعريف العمر بالنسبة إليك..! عوضاً من ذاك التساءل عم إذا كان العمر بالفعل مجرد رقم؟
ماذا يعني بأن تتقدم في العمر! ماذا يعني انتقالك هذا فيما بين العشرين والثلاثين والأربعين ..الخ وما الذي تمثله!
فبحسب علم النفس الأمر برميته عائد إلى معتقداتك التي تحملها في نفسك حول العمر أياً كانت فإذا كنت فعلاً تؤمن بأن ببلوغك عمر معين بأنك بدأت تشيخ وبأن فرصك في الحياة بدت تقل أو بأن الإنجاز كامن في مرحلة معينة دون غيرها.
وهذا يذكرني بحديث عابر دار بيني وبين إحدى الصديقات ذات مرة حين كنت قد قرأت مقال يتضمن سلسلة من الأمور التي يجدر بالمرء فعلها في العشرين وأحسست بالإنزعاج للحظة إذ أن لم تسنح لي الفرصة بعد لفعل معظمها وأذكر يدها التي امتدت على كتفي بحنو لتخبرني بنبرة مطمئنة بأن لاشيء يفوتني بيد أن سن العشرين دائماً ما تكون المرحلة التي فيها ينهمك المرء بالجانب الأكاديمي أي بالدراسة وإلى ذلك ومع بلوغك الثلاثين في القريب العاجل يمكنك بأن تحظي بالكثير من المتعة.
دائماً ما يفوتنا الكثير في خضم إجراءنا لحسابات عديدة لامتناهية تخل في الكيفية التي يجب أن نكمل ونتعايش بها بكل سعادة ورضى وبإيجابية مع كل مرحلة عمرية نمر بها,قد يظن البعض بأن هذا ماهي إلا مجرد شعارات زائفة في غاية المثالية إذ أن الواقع يظهر خلاف ذلك لكن أجد أن الأمر برميته متعلق بما تعتقد وبما تؤمن به أولاً فبذلك يمكنك من المضي في حياتك من دون مواجهة ذلك الشعور البغيض بأن ببلوغك رقم ما يعيقك لتحقيق ما قد تريد تحقيقه.

تعليقات
إرسال تعليق