منطقة الراحة| كيف أعبر بالكتابة المختصة

 

تعرفت في الآونة الأخيرة على صفحة في الانستقرام معنية بالصحة النفسية أي بتطوير الذات وتحسينها ولا أخفيكم بأني خلالها وجدت الكثير من الأفكار المطروحة ملفتة ومثيرة جداً للاهتمام في الحقيقة شخصياً استفدت منها كثيراً إلى الآن ومتابعتي نابعة من سعيي الدائم في التطوير من ذاتي,كتبت في إحدى التدوينات السابقة عن تطلعاتي لهذا العام وعن هواجسي ومخاوفي وسعيي الحثيث نحو التغيير.ما لم أعرفه آنذاك أعني أثناء رحلة السعي هذه بأن ما كنت أفعله طوال الوقت لم يكن سوى تعذيب نفسي مستمر ليس إلا, وذلك ما لم أعد أطيقه.إذ أني كنت كثيراً ما أقسى على نفسي وانتقدها,في الوقت الذي فيه الجميع من حولي يوجهوني نحو إيجابياتي عوضاً عن تلك السلبية . لم أسعى يوماً للكمال أو حتى للمثالية,عيوبنا وأخطائنا الأكثر فداحة هي من صنعتنا وأؤمن بأنها جزء لا يتجزأ من تكويننا أقصد كل هذا جزء منا 
-كبشر- وكلما سارعنا في تقبل ذلك شعرنا بالراحة. ما أردت قوله بأن الصفحة المختصة بالصحة النفسية مؤخراً قامت بطرح سؤال متعلق حول ما يسمى ب(comfort zone)أو منطقة الراحة/الأمان, وما أذكره حينها بأني عجزت عن الإجابة إذ أني لم أعرف ما هي الأشياء التي بالغالب أقوم بتجنبها لأنها -ببساطة- لا تشعرني بالراحة ولا بالأمان لكن بعد ذلك بفترة وجيزة توصلت بأني لا أميل للمصارحة بمشاعري خاصة حين يتعلق الأمر بإستيائي لا أفصح عنها للآخر ,لا أشاركه حقيقة إنزعاجي منه بسبب  ذلك الموقف الفلاني أو ضيقي من طريقة معاملته إياي أو من تجاهله ولامبالاته,من طريقة نقده أو حديثه..الخ أفضل إبقاء نفسي في منطقة راحتي تجنباً لأي اصطدام محتمل والتكتم لكن ما حدث وبسبب اعتقادي هذا ومن دون شعور مني أن كنت قد عملت على تجميع مشاعر وطاقات سلبية في داخلي! كان لابد منها بأن تفرغ و بالشكل الصحيح ,لذلك في أول الأمر ما قمت بفعله هو أن بادرت أولاً في بادئ الأمر بأن واجهت أفراد عائلتي ببعض الأشياء التي تشعرني بالضيق منهم على شكل نقاط وملاحظات ولكم بث ذلك في داخلي الراحة. بالإضافة لذلك أصبحت أمارس بفضل ذلك نوع مختلف من التدوين, أتعرف عليه ولأول مرة مع العلم بأن ممارسة الكتابة -التدوين- أمر يستهويني منذ صغري إذ كنت أكتب وبشكل (شبه يومي) على مفكرتي بنية اللون يومياتي وبلغة فصيحة, الأمر الذي أختلف الآن عن السابق بأني أصبحت أميل كثيراً للكتابة على جهازي المحمول الصغير وما قد يبدو مثيراً للضحك أو مؤسف ربما لا أعلم بأن الكتابة الطويلة على الطريقة التقليدية المتعارف عليها ترهقني! إمساك القلم يرهق يدي بعض الشيء والأمر الآخر شعرت مؤخراً بأنها لا تعبر بشكل كاف عما بداخلي ,إذ أني كنت انتهي قبل أن أكتب كل ما أنا بحاجة للكتابة عنه ,لا يزال دائماً هناك المزيد والمزيد.
وذلك ما وضعني وعلى نحو غريب أمام سلسلة من المواضيع المتخصصة بالتدوين اليومي بغرض الإفصاح عن ماهو أكثر من مجرد -الفضفضة- التي أعرف وتلك التفاصيل التي كنت قد أكتبها بالغالب أي أصبح بإمكاني كتابة نقاط معينة كل يوم لمراقبة ومعرفة ما أفكر وما أشعر به وما يؤرقني من تساؤلات وماشابه. استكشافاتي لهذا العام لا تتوقف عن الانهمار وهذا يشمل اكتشافي لنفسي أيضاً,ما يذكرني بإحدى الزملاء حين سألت عن شعوري إزاء استكشافي لنفسي في عمري هذا! وهو ما وجدته غريب بعض الشيء في الواقع إذ أن ليس للعمر اية علاقة ,قد يلزمنا أعوام وأعوام لنكتشف بأننا نحب أو نكره حتى,بغض النظر عن استكشافنا لأنفسنا.

  














































































تعليقات

  1. رائع جدًا، فعلاً بنهاية اهم شيء شخص يكتشف نفسه مش مهم متى وكيف وحلو ان الواحد يطور من نفسه نحو الايجابية ويبتعد عن السلبية تمامًا.. اتمنى لك الأفضل وعام جميل عليك من تطور والاكتشافات ذاتية جميلة يارب 💛💛👌🏽

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة