منتصف الليل
مازلت مستيقظة استجدي رأسي بحثاً عن تلك
الفكرة العالقة في ذهني.
الاحق الكلمات كي لا تفلت هذه المرة أيضاً لكن
دون جدوى!
لا أعلم لماذا تأبى الانصياع إلي! لماذا تبدو الكتابة
كعملية معقدة فجأة وصعبة المراس! اتساءل هل كانت هكذا دائماً عملية تفتقر
إلى المرونة!
أذكر بداياتي الكتابية في مراهقتي وما كانت تمثله
وتلك المفكرة بنية اللون التي أحب وتدويني اليومي
والطويل!
عن الأغنية المفضلة التي استمتعت إليها لتوي بالتلفاز ومشاعري إزاءها، وعن مواضيع تستثيرني كالفقر
والتمييز العرقي ونصوص عشوائية.
بدت الكتابة حينذاك كأسلوب حياة!
شيء لا أقوى على الفكاك منه والأهم من ذلك كله بدت سهلة وسلسة ولا تتطلب أي جهد وافر
لكن الآن أصبح الأمر صعباً ومرواغاً !
ويرغمني على خوض صراعات لا متناهية مع ذهني
لأصل إلى كل تلك الكلمات وأكتبها تماماً بتلك الكيفية
والصياغة التي أريد.
حديثي المحموم هذا عن الكتابة يذكرني
بعلاقتي المتوترة بإحدى تطبيقات التواصل الاجتماعي
وذلك التعليق الذي تلقيته عن عدم تصرفي وفق سيجتي!
ما أثار استهجاني كثيراً،مما جعلني أقف أفكر
مطولاً بالأمر.
هل أنا بالفعل أفكر كثيراً بالكلمة قبل كتابتها
ومشاركتها مع الآخرين!
وأكتب أفكاري بطريقة تبدو معها وكأنها لا تشبهني
تماماً ,منمقة للغاية وغير عفوية بالغالب!
وهل هذا فقط حقاً كل ما أريد مشاركته
من خلال هذا التطبيق!
هل ينتابني ذلك الشعور بالقلق لمجرد التفكير
فيما قد يقوله الآخر بشأن إبداء رأي معين أو تعبير عن شعور
أو إفصاح ما وماشابه.
لا أعلم ما الأسباب لكن قد يكون ذلك راجح إلى
الانطباعات والصور الراسخة في أذهاننا عن
النمط السائد للتطبيق المتدوال والذي قد نشعر بأنه
يفرض علينا التصرف وفق أساليب معينة.
إذ أن الأمر يبدو وكأن هناك بروتوكولات خاصة بهذه التطبيقات لابد من مرتاديه أتباعها،لكنها كلها قابعة
في عقلك فقط!
وسرعان ما استدركت تدريجياً حقيقة الأمور بالفعل
وشيئاً فشيئاً قمت بدحض كل تلك الأفكار
والمضي في القيام بالأمور وفق ما تمليه علي ذاتي
ووفق لتلك الأسباب النابعة من داخلي.

تعليقات
إرسال تعليق