أنا والبحر لوحدنا في موعد
يروق لي التصرف على نحو طفولي, مجنون, مشاكس جداً أحياناً حين أكون في منأى عن العيون المترصدة, بدوت في غاية السعادة وأنا أتجول في أحب الأماكن إلي كما يحلو لي وأحاول تسلق الأشجار والجري خلف حشود من الطيور الصغيرة مع عباءة فضفاضة أجرها خلفي جعلتني أبدو شبيهة بالباتمان وأتأرجح كطفلة في المراجيح وأرسم بأصابع يدي على الطين المبلل أحرف وكلمات عشوائية لا تعني أحد سواي . حتى أني ذهبت بعيداً بذلك ولم أستطع كبح جماح رغبتي المتهورة تلك حين وقفت ولبرهة أمام المرشات المائية المخصصة لري النباتات! وجدت هذا مشابه بالأفلام بعض الشيء ولا أخفيكم بأني تبللت بالكامل في تلك الدقائق المعدودة وضحكت كثيرأ وأنا أقفز محاولة نفض الماء عني وكأنه غبار ليس إلا!
لم يكن الجو لطيفاً تماماً إلا حين أكون في محاذاة البحر أمارس المشي أو أجلس أمامه على الرمال متأملة وممتنة في الوقت عينه,على هذا الصفاء والخلوة التي حظيت بها وحدي دون مشاركتها مع آخرين, لم يكن ليعكر صفوي هذا سوى الغراب بصوته الذي يثير الفزع في, دائماً ومنذ الطفولة كنت أشعر بالرهبة كلما رأيته محلقاً حولي مصدراً ذلك الصوت النشاز المزعج لا لأني أؤمن بأنه جالب نحس كما يشاع لكنها هيئته فحسب التي توحي لي بأنه مؤذ!
عدا ذلك كل شيء كان مثالياً كما ينبغي
كنا أنا والبحر لوحدنا في موعد ..


تعليقات
إرسال تعليق