رسالة

 | السادس من أيار 


أكره الذكريات وخاصة صعبة المرآس منها تلك التي تصر بأن تبقى حاضرة هناك في ذهنك على الرغم من كونها مزعجة ومؤلمة في آن ,برأيي ثمة ذكريات طيبة وجميلة ويسعد للمرء تذكرها من وقت للآخر وهناك ما لا ترغب بإسترجاعه بتاتاً. وتود لو بإمكانك إلغائها بضغطة زر وإرسالها مباشرة إلى سهلة المهملات ,نعم بتلك البساطة. أكره عندما أجدني في مواجهة وجهاً لوجه مع ذكريات بائسة وحزينة. ذلك يجعلني في حالة مزاجية سيئة أعني كلما تذكرت ماض سابق أو ما قد مررت به أثر قرار سابق وما شابه أشعر بالدوار, هناك دائماً بالجوار من يحثني على التعايش مع كل أمر في حياتي والمضي قدماً والتعامل مع كل تبعات قراراتي التي كنت قد اتخذتها بكامل إرادة وبقناعة ووعي مني دون ندم, يسهل قول ذلك لكني وفي كل مرة أجد الراحة خلف هذا الحديث.

بعيداً عن هذا أنا مسرورة لقد استلمت للتو طرداً كنت قد انتظره طويلاً ,ظننته لن يصل إلا بعد حلول العيد وانتهائه حتى. لكم كان ذلك سوف يحبطني ,هذه إحدى المرات القليلة التي استسلمت فيها لإغراء التسوق الإلكتروني ,بالعادة لا أفعل! لا أضعف سوى أمام الكتب وعدا ذلك لا يستهويني كثيراً مهما بدا الأمر مريحاً وتوفيرياً لا أفضله على الذهاب بنفسي والتبضع ,قد يبدو ذلك في بعض الأحيان مضن لكنه خيار أفضل وله متعته ومزاياه التي ما أن استرسل في ذكرها سوف أخوض في تفاصيل أخرى مملة.


لم أفعل شيئاً يذكر هذا الشهر بعيداً عن العبادات الوقت يمضي سريعاً , لم أشاهد اية أفلام أو أعمال تلفزيونية لم يرق لي شيء مما يعرض وفي الواقع لا أشعر بأني أملك لا الوقت الكاف ولا المزاج للاعتكاف عند الشاشة,ولم أقرأ.

هل تشعر بأن رمضان هذا العام ضيق؟ لا أعرف لما ذلك لكن بداية كورونا العام الفائت وفي أثناء الحجر كان الشهر مثمراً أكثر كنت قد فعلت نشاطات 
عديدة,جربت الرسم ولأول مرة وكنت قد بدأت بممارسة الرياضة يومياً وشاهدت العديد من الأفلام الوثائقية حظيت بوقت ممتع حقاً.

كنت قد قررت الإبتعاد قليلاً عن مواقع التواصل وما إلى ذلك. لكن لا علاقة للأمر هذه المرة بما يدعونه مؤخراً- بالديتوكس-وددت فقط بأن أتفرغ للعبادة لم أرد اية ملهيات وبالفعل حققت هدفي وسرعان ما شعرت بالضجر وقمت تدريجياً بتحميل الانستقرام أولاً والتويتر ثانياً ويليله حتى سناب شات التطبيق الوحيد الذي لا يعنيني إطلاقاً أمره ,أقوم بالنشر هناك لكن ليس على نحو يظهرني وكأني أهتم. لا أظهر تلك الجدية كما يفعل الآخرين أعني لا أحرص على التصوير بشكل لائق أو محترف أقوم بإلتقاط صور عشوائية سريعة وأحياناً كثيرة بجودة سيئة وهذا ما يضعني دائماً في موضع النقد من قبل أخوتي . مع ذلك لا اكترث لأني أعيش بعفوية تام! أجده مكاناً مناسب لمشاركة الآخرين اليوميات بدون تكلف. هو أقرب بأن يكون حميمي حيث الأشخاص هناك قلة وبإمكاني خلاله التصرف وفق مايملي عليه مزاجي وسط أشخاص يعرفونني وأعرفهم بالمقابل.


آمل بأن لا ينتهي رمضان إلا وغفر الله لنا جميعاً  . . 


تعليقات

المشاركات الشائعة