فقدان الشغف!
لا أعلم ما هو السر وراء انتشار بعض الكلمات في الآونة الأخيرة..! ما الذي يجعل من مفردة ما دون غيرها تبدو وكأنها جديدة تكتشف لتوها؟ لماذا أصبحنا نميل وعلى نحو مفاجئ بإحالة كل شيء لم نعد نمارسه كما السابق إلى فقدان الشغف؟ توقفنا عن القراءة أو عن مشاهدة الأفلام أو ممارسة هواية معينة, حتى فقدان الشهية قد يعتبر لدى البعض فقدان شغف!
أصبح الأمر كالهاجس لدى الجميع من دون استثناء, الجميع يسعى خلف ما يدعى بالشغف ولكن عوضاً عن البحث عنه والسعي خلفه يفضل بعضنا ملاحقة الوهم مدة.
لم أكتب شيئاً منذ مدة طويلة لكن لا أظن بأن الأمرعنى فقداني لشغفي اتجاه التدوين وما شابه إنما لم أجد ما يستحق الكتابة عنه فحسب! لست ممن يتواجدون على الدوام فقط كإثبات وجود, ليس الأمر وكأن يجب على وجودك بأن يكون مقرون بإنجازك لأمر ما لكن ما أعنيه هنا بأن الكتابة خاصة ممارسة أشعر بضرورتها لأتخفف عما يعتلي روحي.
لطالما وجدت مفهوم الشغف ضبابي ومظلل بعض الشيء إلى أن شاهدت مؤخراً فيديو على اليوتيوب لإحدى المتحدثات على منصة تيد تتحدث فيه عن الشغف وماهيته بالفعل, حيث تقول:
"الشغف ليس خطة انه شعور والشعور يتغير ممكن أن تكون شغوفاً بشخص أو بوظيفة ولا تكون بعد ذلك ,نعلم ذلك ولكن نستمر باستخدام الشغف كمقياس لتقدير كل شيء بدلاً من أن نرى ما هو عليه الشغف بالفعل".
" الشغف ليس وظيفة أو رياضة أو هواية انها القوة الكامنة في انتباهك والطاقة التي تهبها أي شيء موجود أمامك, واذا كنت مشغول للبحث عن هذا الشغف يمكن بأن تفوت الكثير من الفرص التي من شأنها قد تغير من حياتك لأن ذلك ما قد يحدث عندما تنظر لذلك الشيء الواحد".
في وقت سابق حدثني إحدى الأصدقاء عن تلك الحالة النفسية التي تجتاحنا على حين غفلة ومعها نشعر بالحزن وبالإحباط وبالضياع وتغمرنا بالتساؤلات والأسئلة اللامتناهية التي تبتلعنا ولا نلقى لها جواباً, هي ببساطة حالة من الصراع مع النفس, قلت ممازحة بأن الأمر عائد لفقدان الشغف! لكننا لا نفقد ما لم نكن نملكه, الأمر الذي وجدته حقيقياً بالفعل لكن ماذا عن تلك الفكرة العالقة في أذهاننا على افتراض بأن على كل شيء نفعله ينبغي أن يكون متوافق مع الشغف؟ ماذا عن واقعيتها؟
شـعار المرحلة: لا تتبع شغفك بل دع شغفك هو من يتبعك.

تعليقات
إرسال تعليق