المنطقة الرمادية: بين الانغلاق والتنازل
ترودني دائمًا إحدى تلك الأفكار والآراء الفلسفية كلما حلّ الليل، وبشكلٍ ما، تواصل التدفق تباعًا: سؤالٌ يخلفه هاجسٌ آخر يحلّ محله، يؤرقني ويجعلني متيقظة تمامًا طوال الليل، وكأنني على خصام مع النوم. حدث أن وجدتُ نفسي أناقش أحد أصدقائي حول فكرة الانتماء … هل الأمر شائك قليلًا؟ هل نتغير لنجد القبول؟ أم نفقد أنفسنا في سبيل الانتماء؟ أ حيانًا قد نقابل آخرين نختلف معهم في أمور مفصلية كثيرة؛ في المبادئ الأساسية، في طريقة التفكير، وحتى في رؤيتنا للحياة. وقد نبدأ، بدافع الرغبة في الامتثال لتلك الشعارات التي تخبرنا بأن على الإنسان الحديث أن يكون منفتحًا ومتقبلًا لكل البشر أيًّا كانوا، دون أحكام… نبدأ نُلين مبادئنا، ونعيد تشكيلها بالشكل الذي يتجانس مع القالب. وهنا يأتي السؤال الحقيقي: هل نحن بذلك في طريقنا للنمو والتطور؟ أم أننا نتخلى عن أنفسنا في محاولة يائسة للانتماء؟ أعلم يقينًا –ومن واقع تجربة– أن الانتماء لا يجدر به أن يأخذ شكلًا معينًا، ولا أن يتشكل بما يتجانس مع الآخرين بالضرورة. التقبّل لا يعني أن نذيب أنفسنا في الآخرين، وأن تكون متفتحًا لا يعني أن تفقد جوهرك. من الممكن أن نتقبل الآخرين دون...


